غياض دوت فور يو ليك منتدى المهندس احمد ابوغياض
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين امنو صلو عليه وسلمو تسليما**************** اللهم صلى وسلم وبارك عليك سيدى وحبيبى يا رسول الله
 
الرئيسيةالبوابةاليوميةأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 الماء سر الحياة water for life

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المهندس احمد
Admin
المهندس احمد


عدد المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 31/12/2010
العمر : 42

الماء سر الحياة  water for life  Empty
مُساهمةموضوع: الماء سر الحياة water for life    الماء سر الحياة  water for life  Emptyالإثنين فبراير 11, 2019 2:30 am

الماء سر الحياة

الماء سر الحياة  water for life  Water-10
الماء سر الحياة  water for life  Aii-oo10

بسم الله نبدا

الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا،
لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْل في الليل إِذَا سَرى،
ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء،
﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾
[طه: 6 - 8]، خَلَقَ آدَمَ فابتلاه ثم اجْتَبَاهُ فتاب عليه
وهَدَى، وبَعَثَ نُوحاً فصنَع الفُلْكَ بأمر الله وجَرَى،
ونَجَّى الخَليلَ من النَّارِ فصار حَرُّها بَرْداً وسلاماً فاعتَبِرُوا بِمَا جَرَى،
وآتَى مُوسى تسعَ آياتٍ فَمَا ادَّكَرَ فِرْعَوْنُ وما ارْعَوَى، وأيَّدَ عيسى بآياتٍ تَبْهَرُ الوَرى،
وأنْزلَ الكتابَ على محمد فيه البيَّناتُ والهُدَى، أحْمَدُه على نعمه التي لا تَزَالُ تَتْرَى،
وأصلِّي وأسَلِّم على نبيِّه محمدٍ المبْعُوثِ في أُمِ القُرَى،
صلَّى الله عليه وعلى صاحِبِهِ في الْغارِ أبي بكرٍ بلا مِرَا،
وعلى عُمَرَ الْمُلْهَمِ في رأيه فهُو بِنُورِ الله يَرَى، وعلى عثمانَ زوجِ ابْنَتَيْهِ
ما كان حديثاً يُفْتَرَى، وعلى ابن عمِّهِ عليٍّ بَحْرِ العلومِ وأسَدِ الشَّرى،
وعلى بَقيَةِ آله وأصحابِه الذين انتَشَرَ فضلُهُمْ في الوَرَىَ، وسَلَّمَ تسليماً.

إخوة الإسلام:
إذا الماء يوما أفاض عطاه
وصارت به أرضنا زاهيه
تدفق شلاله من علاه
تلين به أرضنا القاسية
فحافظ بني - رعاكَ الإله -
ولو أن أنهاره جارية
فمن يهدر الماء كان جزاه
عذاباً على نفسه الجانية
تعلَّم بني فإن المياه
نعيش بها نعمة هانية
فخصّه ربي بسرّ الحياة
به تجرى أنفاسنا الجارية
فصار لزاماً شكر الإله
ليحفظه نعمة غالية

فإن نعم الله على الإنسان لا يحدها حد، ولا يحصيها عد ولا يستثنى من عمومها أحد،
فهي نعم عامة، سابغة تامة، يقول سبحانه وتعالى ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا
إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18] ويقول جل شأنه: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾
[لقمان: 20]، ومن أجل نعم الله على الإنسان وأعظمها - وكلها جليلة وعظيمة -
نعمة الماء وكيف لا والماء مصدر الحياة؟

الماء عماد الحياة وهو الشيء الذي يعتبر أساسها ومن مقومات العيش على الأرض
لكل الكائنات الحية، فلا نستطيع أن نتخيل الحياة بدون ماء، فبفضل الله تعالى ونعمه
التي لا تحصى تنزل قطرات الماء من السماء إلى الأرض فتلتقطها الأرض بشوق
وحب ولهفة لتهديها للإنسان وللبحار وللحيوانات والأنهار فهي الحبيب المنتظر الذي لا يقدرون على العيش بدونه.

الماء أصل جميع الكائنات: أمة الحبيب الأعظم - محمد صلى الله عليه وسلم -
إن الماء هو أصل كل الكائنات التي أوجدها رب الأرض و السماوات يقول جل جلاله
﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [سورة الأنبياء الآية: 30].

الماء سابق في وجوده على جميع الخلائق، فقد أثبتت دراسات علوم الأرض
أن هذا الكوكب يرجع عمره إلى أكثر من 46 بليون سنة مضت، بينما
يرجع عمر أقدم أثر للحياة في صخور الأرض إلى 38 بليون سنة،
وهذا يعني أن عملية إعداد الأرض لاستقبال الحياة استغرقت أكثر
من ثمانمائة مليون سنة والدليل الشرعيّ الذي استند إليه العلماء في
أن أصل العالم، هو الماء وهو أول المخلوقات،
خبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إني إذا
رأيتك طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شيء قال كل
شيء خلق من الماء" [1]رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته
ثقات، ورواه أحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه.

وروى السديُّ بأسانيد متعددة عن جماعة من الصحابة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنَّ الله لم يخلق شيئًا مما خلقَ قبل الماء"
فيتبين بذلك أن الماءَ هو أصل جميع المخلوقات وهو أول الخلق، فمن الماء
خلق اللهُ العالمَ قال تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30].

قال ابن حجر - رحمه الله - روى أحمد والترمذي وصححه
من حديث أبي رزين العقلي مرفوعا إن الماء خلق قبل العرش[2]
وروى السدي في تفسيره بأسانيد متعددة إن الله لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء.

وأما ما رواه أحمد والترمذي وصححه من حديث عبادة بن الصامت

مرفوعا أول ما خلق الله القلم ثم قال أكتب فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة[3].

فيجمع بينه وبين ما قبله بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا الماء
والعرش أو بالنسبة إلى ما صدر منه من الكتابة أي أنه قيل له
اكتب أول ما خلق" انتهى" فتح الباري لابن حجر (19/ 403).

وفي تفسير القرطبي قوله تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾
[الأنبياء: 30] ثلاثة تأويلات:
أحدها: أنه خلق كل شيء من الماء؛ قاله قتادة.
الثاني: حفظ حياة كل شيء بالماء.
الثالث: وجعلنا من ماء الصلب كل شيء حي؛ قاله قطرب وجعلنا بمعنى.

• والإنسان يبدأ من دفقة ماء؛ يقول تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾
[الطارق: 5، 6]، وبعد 3 أيام يحوي الجنين 97 % من وزنه ماء،
وعندما يصبح عمره 3 شهور تقل نسبة الماء في جسده إلى 91 %
من وزنه ماء، وتصل نسبة الماء في الطفل المولود إلى 80 % من
وزنه، وعندما يبلغ عامه الأول تكون نسبة الماء في جسمه 66% كما
في البالغين، وتختلف نسبة الماء في كل عضو بحسب وظيفته، فخلايا
الدماغ تتكون من 70 % من الماء، وتبلغ هذه النسبة 82 % في الدم،
بينما تصل إلى 90 % في الرئتين، وسبحانه عز وجل يقول:
﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].

الماء من أعظم النعم:
أيها الآباء أيها الإخوة الأعزاء: الماء من أعظم ما امتن الله به على عباده:
﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ
الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70].
وقال تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً *
ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً *
وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ﴾ [عبس:24-32].

إن ذكر الماء في كتاب الله بمفرداته ومكوناته من البحار والأنهار
والسحاب يدل على عظم أثره في حياة البشرية.

هذا السائل المبارك هو أغلى ما تملك الإنسانية لاستمرار حياتها
بإذن الله، أدرك ذلك الناس كلهم كبيرهم وصغيرهم عالمهم وجاهلهم،
حاضرهم وباديهم، عرفوه في استعمالاتهم وتجاربهم وعلومهم، إن خف
كان سحاباً، وإن ثقل كان غيثاً ثجاجاً، وإن سخن كان بخاراً، وإن برد
كان ندى وثلجاً وبرداً. تجري به الجداول والأنهار، وتتفجر منه العيون
والآبار، وتختزنه تجاويف الأرض والبحار: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ
فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر:22]
وقال تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ ﴾ [المؤمنون:18].

• قصة "ملك لا يساوي شربة ماء" الخليفة هارون الرشيد رحمه الله تعالى
ما نصه: «دخل ابن السماك على الرشيد، فاستسقى الرشيد ماءً، فقال له
ابن السماك: بالله يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال:
بملكي، قال: لو منعت خروجها، بكم كنت تشتريه؟ قال: بملكي، فقال: إن
ملكًا قيمته شربة ماء لجدير ألا ينافس عليه»[4].

الماء جندي من جنود الله:
أمة الإسلام: الماء جند من جنود الله تعالى التي هي من اشد الجنود فهو
جند به ينصر الله تعالى اوليائه و به يغرق الله تعالى أعدائه و القران الكريم
قد بين لنا ذلك في مواطن متعددة نذكر منها:
• الماء جندي ينتقم الله تعالى به من إعداء دينه: فها هو نبي الله تعالى
نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما و لكن هذه
القلوب ماتت و العقول قد تحجرت فلم ينفع فيه وعظ ولا ترهيب
و لا والوعد و لا الوعيد لذا كان لزاما واجل مسمى ان يهلك
تلك الجماجم فارسل عليهم جندا من جنوده انه الماء
﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ
* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ
عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا
آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾ [القمر: 10 - 16].

• أهلك الله تعالى به فرعون وجنده ﴿ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ *
وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ * كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ
* فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ * وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي
إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الدخان: 23 - 31].

الماء جند يحفظ الله تعالى به أوليائه ها هو الماء يتحول إلى جند يحفظ
كليم الله و هو ما زال في المهد صبيا يقول سبحانه و تعالى:
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ *
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ
لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَأَصْبَحَ
فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا
لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ
وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ
أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ
إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
[القصص: 7 - 13].

• الماء تثبيت للقدام وطهارة للأبدان وإزالة لرجز الشيطان: ففي غزوة بدر
الكبرى إرسال الله تعالى جنودا عديدة لنصرة أوليائه ولتخذيل أعدائه وكان
من تلك الجنود الماء يقول الله تعالى ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ
عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ
عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾ [الأنفال: 11].
فهي قصة مدد آخر من أمداد الله للعصبة المسلمة، قبيل المعركة.

قال علي بن طلحة، عن ابن عباس قال: نزل النبي-صلى الله عليه
وسلم-حين سار إلى بدر والمشركون بينهم وبين الماء رملة وعصة،
وأصاب المسلمين ضعف شديد، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ يوسوس
بينهم: تزعمون أنكم أولياء الله تعالى وفيكم رسوله، وقد غلبكم المشركون
على الماء، وأنتم تصلون مجنبين؟ فأمطر الله عليهم مطرا شديدا، فشرب
المسلمون وتطهروا، وأذهب الله عنهم رجز الشيطان، وثبت الرمل
حين أصابه المطر، ومشى الناس عليه والدواب، فساروا إلى القوم،
وأمد الله نبيه-صلى الله عليه وسلم-بألف من الملائكة، فكان جبريل في
خمسمائة مجنبة، وميكائيل في خمسمائة مجنبة»[5].

هدي إمام الأنبياء في استعمال الماء:
هيا أيها الإخوة لنرى كيف كان هدي النبي - صلى الله عليه وسلم في
استعمال الماء تعالوا لنتعلم من معلم البشرية الطريقة السوية في استعمال
الماء فقد كان صلى الله عليه وسلم - مربيا لأمته على الاقتصاد و على
الوسطية في كل شيء وتأملوا في سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم
عن أَنس قال: كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم - يَغسِلُ، أو كانَ يَغتسِلُ
بِالصَّاعِ، إلى خَمسةِ أَمدادٍ، ويتوضَّأُ بالمُدِّ. [6] رواه أحمد ومسلم وغيرهما.

بل جاء عند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنه: (أنها كانت تغتسل
هي والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريباً من ذلك)[7].

ولقد شدد أهل العلم رحمهم الله في المنع من الإسراف بالماء ولو كان
على شاطئ النهر أو البحر. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «اقْتَصِدْ فِي الْوُضُوءِ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ»[8].
وقال محارب بن دثار: [كان يقال: من ضعف علم الرجل ولوعه بالماء في الطهور].

وجاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فقال: (يـا بن عباس كم
يكفيني من الوضوء؟ قال: مد، قال: كم يكفيني لغسلي؟ قال: صاع، فقال الرجل:
لا يكفيني، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا أم لك! قد كفى من هو خير منك،
رسول الله صلى الله عليه وسلم)[9].

التحذير من الإسراف في الماء:
واعلموا -علمني الله تعالى وإياكم-: أن الإسراف في استعمال الماء
من الأمور المذمومة المحرمة فالله تعالى حرم علينا الإسراف في كل شيء
فقال سبحانه و تعالى ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾
[الشعراء: 151، 152].
وقال سبحانه وتعالى ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا
تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾
[الإسراء: 26، 27].

روى الإمام أحمد وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما
(أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟

قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ)[10].
"واتفقوا على أن الإسراف في استعمال الماء مكروه" انتهى[11].

وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: " أجمع العلماء على النهي
عن الإسراف في الماء ولو في شاطئ البحر " انتهى من "شرح سنن أبي داود".
فالحاصل: أن الإسراف في الوضوء وغير الوضوء من الأمور المذمومة
" انتهى من "شرح رياض الصالحين"..

الماء ليس ملكا لاحد: اعلم - علمني الله تعالى و إياك -أن الماء ليس
ملكاً لأحد بل هو منة وعطية للخالق -عز وجل- للناس جميعاً فيقرر
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك صراحة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ:
فِي الْمَاءِ، وَالْكَلَإِ، وَالنَّارِ، وَثَمَنُهُ حَرَامٌ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «يَعْنِي الْمَاءَ الْجَارِيَ»[12].

وموجب هذه المشاركة ألا يتعدى إنسان على حق الآخرين في استعمال الماء سواءٌ في كمه أو كيفه.

حماية الإسلام للمياه من التلوث: أخي المسلم لقد نبه الخالق -عز وجل
-أن أي إفساد في البيئة على وجه العموم وبيئة الماء على وجه
الخصوص إنما من كسب البشر وتدخلهم السيئ الذي أفسد البيئة
وأخل بأساسها المتوازن، قال تعالى: ﴿ وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾
[البقرة: 60] وقال جل وعلا ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم: 41].

• كما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تلويث
الماء الراكد أو الاغتسال فيه، فعن جابر بن عبد الله -
رضي الله عنه-قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يبال في الماء الراكد»[13].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه» [14] (متفق عليه).

فهذا النهي والتحذير النبوي بهدف المحافظة على نقاء الماء،
كما رتب النبي صلى الله عليه وسلم اللعن على من يلوث
الموارد المائية، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ "»[15].

«والمراد» أن هذه الأفعال تجلب اللعن؛ لأن أصحابها يلعنون على فعلهم القبيح؛
لأنهم أفسدوا على الناس منفعتهم، فكان ظلماً والظالم ملعون.

إخوة الإسلام فقد أثبتت الأبحاث العلمية أنه «ينتج عن التبول المباشر
والتبرز المباشر أو إلقاء مخلفات المجاري في المصادر المائية وصول
العديد من الطفيليات والميكروبات التي تضر بصحة الإنسان منها:
البلهارسيا، والدودة الكبدية و الإنكلستوما».

• بل مِن عجيبِ ما قَرَأْتُ حرص الإسلام في المحافظة على نقاء
الماء؛ وقايةً للإنسان منَ الأمراض، التي يمكن أن تَنْتَقلَ بِغِياب النَّظافة،
قال - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((إذا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلاَ يُدْخِلْ
يَدَهُ فى الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثلاثا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِى أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ) [16]؛.

• بل والعجيبُ في الأمر؛ وتحذيرًا ممَّا قد يلحق بصِحَّة الإنسان مِن
أمراضٍ، مِن جَرَّاء التَّلَوُّث المائي والهوائي، قال - صَلَّى الله عليه وسلم -:
((غَطُّوا الإناء، وَأَوْكُوا السِّقاء، فإنَّ في السَّنَة ليلةً يَنْزِل فيها وباءٌ، لا يَمُر
بإناءٍ ليس عليه غطاء، أو سِقاء ليس عليه وِكَاءٌ، إِلاَّ نَزَل فيه مِن ذلك الوباء))؛ [17]رواه مسلم.

تحذير النبلاء من حرمان نعمة الماء وأخيرا: علينا عباد الله أن نحافظ
على تلك النعمة ونشكرها ولا نكفرها، لأن النعمة بالشكر موصولة
وبالكفر مقطوعة قال الله تعالى ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

وَأَنْشَدَ الْهَادِي وَهُوَ يَأْكُلُ:
أَنَالَكَ رِزْقَهُ لِتَقُومَ فِيهِ
بِطَاعَتِهِ وَتَشْكُرَ بَعْضَ حَقِّهِ
فَلَمْ تَشْكُرْ لِنِعْمَتِهِ وَلَكِنْ
قَوِيتَ عَلَى مَعَاصِيهِ بِرِزْقِهِ

قال جعفر الصادق: إذا سمعت النعمة الشُّكْرِ فَتَأَهَّبْ لِلْمَزِيدِ.

ويشهد لهذه الحقيقةِ، ويبرهن عليها حديثُ النبيِّ -
صلى الله عليه وسلم أخرج ابن ماجه والبيهقي
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:
لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ،
وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا
الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ
عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ،
وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ،
إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ،
وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ")[18].

• أمران اثنان بهما يُمنع القطر من السماء، بهما يحصل الجدب والقحط:
أولهما: ((لم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين))، والأخذ بالسنين
من البلاء ومن العذاب، قال -تعالى - عن عذاب آل فرعون: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا
آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 130].

ثانيهما: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولم يَمنعوا زكاةَ أموالهم))، فهذا
هو السبب الثاني والكبير لانحباس وتأخُّر نزول الغيث من السماء؛
((إلا مُنعوا القطر من السماء))، يكنزون الذهب والفضة والأموال،
ولا يُخرِجون منها شيئًا، وإن أَخرجوا فدون ما أمر الله به في النصاب؛ قال - تعالى -:
﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]،
وإذا نزلتْ قطرات من المطر، وإذا نزل غيث من السماء، ما كان ذلك إلا للبهائم ((ولولا البهائم لم يُمطروا)).

روي أن نبي الله سليمان - عليه السلام - "خرج يستسقي، فرأى نملة مستلقية،
وهي تقول: اللهم إنَّا خلقٌ من خلقك، ليس بنا غنًى عن رزقك، فقال سليمان:
ارجعوا فقد سُقيتم بدعوة غيركم"[19].

إذًا المطر الذي ينزل قليلاً، ليس لهؤلاء العصاة المُصرِّين على معاصيهم،
الذين لا يقلعون عنها؛ إنما الرحمة بالبهائم، بالعجماوات، هكذا بيَّن لنا الصادق المصدوق،
وإذا ما أقلع الناسُ عن معاصيهم، واستغفروا الله - تعالى -
ورجوه الرحمةَ ونزول الغيث، لأغاثهم بفضله، وجُوده ومنِّه.

إنَّ التوبة النصوح والاستغفار، هو السبب في استنزال خيرات السماء؛
قال - سبحانه وتعالى - عن نوح - عليه السلام -:
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا *
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]،
ويقول - سبحانه - عن نبيِّه هود - عليه السلام -:
﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾
[هود: 52].

وليس الاستغفار باللسان دون الفعال، لا بد أن يكون الاستغفار
صادقًا عمليًّا؛ قال الحسن البصري: "استغفارنا يحتاج إلى استغفار"[20]

يقول الله تعالى في محكم تنزيله:

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ
كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الأنبياء

الماء سر الحياة ومبتغى الجميع، ولا يُذكر الماء إلا وسؤال كبير بحجم محيطات
الأرض وبحارها يفرض نفسه بقوّة: لماذا يستهل علماء الفضاء دراساتهم في
الكواكب الأخرى بالبحث عن الماء ومن ثم يبحثون عن بقية العناصر الأخرى للحياة؟!

ألا تكفي الآية التي تتصدّر هذا المقال للإجابة عن هذا السؤال؟!

الماء من أشهر المركبات الكيميائية، وكل من درس أبجديات علم الكيمياء يعلم أن جزيء الماء يتكوّن من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين، وترتبط هذه الذرات الثلاث بعضها مع بعض برابطتين تشكلان فيما بينهما زاوية قدرها 105 درجات، ما نتج منه أن جزيء الماء له قطبان كهربائيان يحمل أحدهما شحنتين موجبتين، ويحمل الآخر شحنة سالبة واحدة مكافئة، كما يعدّ الماء أشهر مذيب يعرفه الإنسان، ويدخل في كل الأنشطة الحيوية في الخليّة الحيّة في الحيوان والنبات.

هذه معلومات بسيطة يعرفها كل من درس أصول الكيمياء عن الماء، ولكن ربما لا يعلم الكثيرون أن العلماء حتى الآن يستبعدون تمامًا إمكانية تحضير الماء من هذين الغازين، لأن الهيدروجين غاز سريع الاشتعال والأكسجين يساعد على الإشتعال، وكل ما نحتاجه مع هذين العنصرين مجرد شرارة صغيرة ونكون بذلك قد صنعنا انفجارًا قاتلًا وقنبلة كبرى يختلف حجمها وحجم دمارها حسب كمية الماء المطلوب تصنيعه! هذا هو بالضبط ما حدث في كارثة هيندينبيرغ (Hindenburg) المشهورة في عام 1937.. انظر إلى حجم الكارثة:

انفجار



تأمل تكوين جسمك ووظائف أعضائه! إن كل العمليات التي يقوم بها جسمك خلال اليوم، يسيطر الماء على معظمها، ويمثل أهمية كبيرة لإتمامها. لا يعني هذا القول إن الأمر يقتصر فقط على بني البشر؛ إذ يتعداهم إلى كل الكائنات الحية من حيوانات ونباتات. تلخيص الأهمية العظمى للماء الذي يمثل معجزة في حد ذاته، لا يتعدى خمس كلمات فقط من القرآن العظيم: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ!

وأهمية الماء لا تتمثّل فقط في تلك العمليات الحيوية الظاهرة للعيان من أكل وشرب وغيرها، حيث ظل الناس حينًا من الدهر يعتقدون ذلك، وإنما يساعد شرب الماء في المحافظة على حجم السوائل وكميتها في جسم الإنسان، وأن الاختلال في ذلك يفضي إلى الموت، ولكن الأكثر أهمية هو عملية التوازن والثبات في كمية الماء داخل جسم الكائن الحي. ولا تقتصر فائدة هذا السائل الحيوي للكائنات الحية على ملء الفراغ وحسب، وإنما هو سائل شديد التفاعلية، له خواص كيميائية تختلف عن كل السوائل الأخرى، ولهذه الخواص أهمية قصوى في كل التفاعلات الحيوية التي تحدث داخل الخلية، وتلك الخواص هي التي تحدد كل الخواص البيولوجية للمواد العضوية الكيميائية الأخرى، مثل البروتينات والأحماض النووية وأغشية الخلايا والريبوسومات وغيرها من التراكيب؛ وعليه نجد أن تغير نسب الماء قد يدمر كل التفاعلات الكيميائية، وبالتالي الوظائف الحيوية للخلية.

فجميع الأنشطة الحياتية وتفاعلاتها المتعددة من التغذية إلى الإخراج، ومن النمو إلى التكاثر، لا تتم في غيبة الماء بدءًا من التمثيل الغذائي‏،‏ وتبادل المحاليل بين الخلايا بعضها ببعض‏،‏ وبينها وبين المسافات الفاصلة بينها‏،‏ وذلك بوساطة الخاصية الشعرية للمحاليل المائية التي تعمل من خلال جذر الخلايا‏،‏ وانتهاءً ببناء الخلايا والأنسجة الجديدة ما يعين على النمو والتكاثر‏،‏ وقبل ذلك وبعده التخلص من سموم الجسم وفضلاته عن طريق مختلف صور الإفرازات والإخراجات.‏

هذا بالإضافة إلى ما يقوم به الماء من أدوار أساسية في عمليات بلع الطعام‏،‏ وهضمه‏،‏ وتمثيله‏،‏ ونقله‏،‏ وتوزيعه‏،‏ ونقل كلٍ من الفيتامينات‏،‏ والهرمونات‏،‏ وعناصر المناعة‏،‏ ونقل الأوكسجين إلى جميع أجزاء الجسم‏،‏ وإخراج السموم والنفايات إلى خارج الجسم‏،‏ وحفظ حرارة الجسم ورطوبته وما يقدم لذلك أو يترتب عليه من العمليات الحيوية‏،‏ وعلى ذلك فلا يمكن للحياة أن تقوم بغير الماء أبدًا،‏ فمن الكائنات الحية ما يمكنه الاستغناء كلية عن أوكسجين الهواء‏،‏ ولكن لا يوجد كائن حي واحد يمكنه الاستغناء عن الماء كلية‏.

الماء في جسم الإنسان

فالماء أعظم مذيب يعرفه الإنسان، ولذلك يشكل الوسط المذيب للعديد من العناصر والمركبات التي يقوم بنقلها من تربة وصخور الأرض إلى مختلف أجزاء النبات‏،‏ ومن الطعام إلى مختلف أجزاء جسم كلٍ من الإنسان والحيوان‏،‏ وذلك بما له من درجة عالية من اللزوجة والتوتر السطحي‏،‏ وخاصية شعرية فائقة‏.

فبالإضافة إلى منافعه العديدة وفي مقدمتها أنه منظم لدرجة حرارة الجسم‏ بما له من سعة حرارية كبيرة‏،‏ ومنظم لضغط الدم‏،‏ ولدرجات الحموضة‏،‏ فإن نقصه يؤدي إلى تعطش الخلايا واضطراب عملها‏،‏ وتيبس الأنسجة‏،‏ وتلاصق المفاصل‏،‏ وتجلط الدم وتخثره‏،‏ ويوشك الكائن الحي على الهلاك، ولذلك فإن أعراض نقص الماء بالجسم الحي خطيرة للغاية‏،‏ فإذا فقد الإنسان على سبيل المثال ‏1%‏ من ماء جسده أحس بالظمأ‏،‏ وإذا ارتفعت نسبة فقد الماء إلى ‏5%‏ جف حلقه ولسانه‏،‏ وصعب نطقه‏،‏ وتغضن جلده‏،‏ وأصيب بانهيار تام‏،‏ فإذا زادت النسبة المفقودة على ‏10%‏ أشرف الإنسان على الهلاك‏.

عندما ينقطع إمداد الماء عن أهل بلدة ما لساعات معدودة تتحول حياتهم إلى عذاب لا يُطاق، فكيف يكون الحال لو خلت حياتهم تمامًا من الماء؟ وهل ستكون لهم حياة في الأساس لنتساءل عنها؟ لا يمكن لأي كائن حي أن يستغني عن الماء، لأنه العنصر الوحيد الذي لا غنى عنه ولا بديل له، وهو المصدر الحيوي الذي بانقطاعه تتوقف كل صور الحياة في هذا الكون، وكل الكائنات الحية خلقها الله عزّ وجلّ من الماء، ولا تستمر حياتها إلا باستمرار وجود الماء.

إن وجود الماء سابق على وجود جميع الخلائق وهو أمر ورد في دراسات علوم الأرض؛ التي أثبتت أن الخالق سبحانه وتعالى أعد الأرض وهيأها لاستقبال الحياة خلال فترة طويلة تقدر بنحو 4.6‏ مليار سنة، هي عمر الأرض، التي تعد من أغنى كواكب المجموعة الشمسية بالماء، إذ يغطي الماء في زماننا الراهن نحو ‏71‏% من مساحة سطح الأرض المقدرة بنحو ‏510‏ ملايين كيلومتر مربع،‏ وتشغل مساحة اليابسة نحو ‏29‏% فقط من تلك المساحة، بينما تقدر كميته على سطحها بنحو ‏1.4‏ مليار كيلومتر مكعب‏،‏ وهو رقم برغم ضخامته فهو لا يساوي شيئًا عند مقارنته بمخزون المياه الجوفيه في باطن الأرض‏، أضف إلى ذلك الغطاء الجليدي الذي يغطي قطبي الأرض‏‏ وسفوح الجبال.‏

الكرة الأرضية

تقول النظريات العلمية لنشوء الحياة إن كل أنماط الحياة بدءًا بالنباتية ثم الحيوانية نشأت من الماء وفي الماء أولًا ثم خرجت لاحقًا لليابسة. وجو الأرض لم يكن به في بادئ الأمر أوكسجين على الإطلاق، وإنما نشأ وتراكم تدريجيًّا في الغلاف الجوي للأرض، بعد نشوء الحياة نتيجة لعملية التمثيل الضوئي للنباتات البدائية الموجودة في مياه المحيطات التي كانت تغمر الأرض حينذاك، أي أن غاز الأوكسجين المهم جدًّا في كل شيء حي هو نتاج لعمليات بيولوجية تمت في الماء وبوساطة الكائنات المائية البدائية. فإن كان هذا آخر ما توصَّل له العلماء عن الماء، فإن أوّل ما يتوصَّل إليه دارس القرآن أن هذه الدراسات لم تأت بجديد، بل تشير إلى حقائق أوردها القرآن قبل ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من الزمان.

إن ذكر الماء في كتاب الله بمفرداته ومكوناته من البحار والأنهار والسحاب يدل على عظم أثره في حياة البشرية، هذا السائل المبارك هو أغلى ما تملك الإنسانية لاستمرار حياتها، أدرك ذلك الناس كلهم، كبيرهم وصغيرهم، عالمهم وجاهلهم، حاضرهم وباديهم، عرفوه في استعمالاتهم وتجاربهم وعلومهم، إن خف كان سحابًا، وإن ثقل كان غيثًا ثجاجًا، وإن سخن كان بخارًا، وإن برد كان ندًى وثلجًا وبردًا، تجري به الجداول والأنهار، وتتفجر منه العيون والآبار، وتختزنه تجاويف الأرض والبحار، فسبحان واهب الأرزاق وخالق الماء.

لقد كان البشر في غفلة تامة عن حقيقة الماء وخصائصه الفيزيائية والكيميائية وآثاره في حياة جميع الكائنات الحيّة، وكل ذلك قد يسّر الله عزّ وجلّ للبشر إدراكه في العصور المتأخرة، فظهر لهم حقيقة ما دلّت عليه النص القرآني الكريم: وجعلنا من الماء كل شيء حي!

ورد لفظ‏ (‏ماء‏)‏ في القران الكريم 63‏ مرة‏،‏ وجاءت أوّل إشارة إلى الماء في القرآن في هذه الآية:

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوْا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (22) البقرة

لقد ورد لفظ الماء لأوّل مرّة في القرآن في هذه الآية التي رقمها 22، أي 11 + 11، وفي ترتيب الكلمة رقم 11

ولكن الأعجب من ذلك أنك إذا قمت بإحصاء كلمات سورة البقرة من بدايتها فسوف تجد أن كلمة (مَاء) في هذه الآية ترتيبها رقم 253، والعجيب أنك إذا قمت بجمع أرقام الآيات من بداية سورة البقرة، أي من الآية رقم 1 حتى الآية رقم 22 تجدها أيضًا 253

والعدد 253 يساوي 11 × 23

تأمّل تجلّيات العددين 11 و23

العدد 11 هو ترتيب كلمة (مَاء) في الآية، والعدد 23 هو عدد كلمات الآية نفسها!

قد يتبادر إلى الذهن من الوهلة الأولى أن العدد 23 يشير إلى عدد أعوام الوحي، حيث إن الوحي نزل من السماء كما نزل هذا الماء من السماء، وأن الوحي حياة للقلوب، كما أن الماء حياة للأرض ومن عليها، ولكن الأمر غير ذلك تمامًا، فالعدد 23 في هذا الموضع يشير إلى أمر آخر مختلف تمامًا!

عجيب أمر القرآن الكريم، إنه يوظّف الأعداد في الإشارة إلى العديد من المعطيات في وقت واحد، فلا تتضارب ولا تتناقض، مهما تعدّدت وتنوّعت!

إذا تأمّلت جميع المواضع التي ورد فيها ذكر الماء في القرآن، فسوف يلفت انتباهك صفات متعدِّدة وأنواع مختلفة للماء، وردت جميعها في القرآن، فتجد أولًا ماء الأمطار الذي ينزل من السماء إلى الأرض، فتنتفع به ومن عليها، ويجري في مسالك معروفة كالأنهار والوديان والينابيع وغيرها، والماء السلسبيل، وهو ماء في غاية السلاسة، يسهل مروره في الحلق من شدة العذوبة، والماء الفرات أي الشديد العذوبة، وماء الشرب بشكل عام، والماء المبـارك الذي يحيي الأرض وينبت الزرع وينشر الخير، والماء الطهور وهو العذب الطيب، والماء المسكوب الملطِّف للأرض ويعطي الإحساس بالراحة للعين، والماء المعين الذي يسيل ويسهل الحصول عليه والانتفاع به، والماء الغـدق الوفير، والماء الثجاج وهو السيل، وماء الأرض الذي خلق معها وهو في دورة ثابتة حتى قيام الساعة، وفي مواضع أخرى يصف الماء بأنه غير آسن أي غير متغيّر الرائحة، والماء الغور الذي يذهب في الأرض ويغيب فيها فلا ينتفع منه، والماء المغيض وهو الذي نزل في الأرض وغاب فيها، وماء مـدين وهو ماء البئر التي وردها موسى –عليه السلام- والماء السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً، والماء المنهـمر أي المتدفق بغزاره من السماء فيهلك الزرع والحرث، والماء الأجاج أي شديد الملوحة، وتجده يصفه بالماء المهين وهو الضعيف والحقير ويقصد به ماء الرجل لعدم تحمّل مكوّناته للعوامل الخارجية، ويصفه في موضع آخر بالماء الدافق لأنه يخرج في دفقات، والماء الصديد وهو شراب أهل جهنم، والماء الحميم أي شديد السخونة والغليان، وماء المهل وهو الماء الذي يشوي الوجوه من شدّة غليانه.

وبشكل عام، فإن هناك 23 نوعًا مختلفًا من المياه ورد ذكرها في القرآن!

الآن علمت لماذا تجلّى العدد 23 في أوّل موضع ورد فيه ذكر الماء في القرآن!

ولماذا جاء عدد كلمات أوّل آية يرد فيها لفظ الماء 23 كلمة تحديدًا!

نعود إلى الآية مرّة أخرى، أود أن أطرح عليك شيئًا في غاية الأهميّة:

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوْا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (22) البقرة

لأهمية الماء في حياة الإنسان، لا بدّ من أن يرتبط ذكر الماء لأوّل مرّة في القرآن بأمر مهم!

تُرى ماذا يكون هذا الأمر؟!

الآن سوف نفتح المصحف سويًّا ونقوم بعملية بسيطة جدًّا لا تحتاج إلى مهارة، بل سوف نحسب على أصابع أيدينا من بداية المصحف حتى أوّل ذكر للماء في القرآن، أي في الآية رقم 22 من سورة البقرة!

كلمة (مَاء) في هذه الآية ترتيبها رقم 282 من بداية المصحف!

هذا العدد هو نفسه مجموع تكرار اسم اللَّه في سورة البقرة نفسها!

وهو أكبر تكرار لاسم اللَّه في سور القرآن!

عدد حروف الآية نفسها 99 حرفًا بعدد أسماء اللَّه الحسنى!

يؤكد هذه الاستنتاجات حقائق أخرى، وعلى سبيل المثال:

تكرّر حرف الميم من بداية المصحف حتى آخر أحرف كلمة (مَاءً) في هذه الآية 135 مرّة، وتكرّر حرف الألف 224 مرّة، وتكرّرت الهمزة (ء) 12 مرّة. وهذه الأحرف الثلاثة هي أحرف لفظ (ماء) تكرّرت 371 مرّة، وهذا العدد = 53 × 7

53 هو مجموع تكرار أحرف اسم الله في سورة الفاتحة!

7 هو عدد آيات سورة الفاتحة (السبع المثاني)!

أوّل الحروف الهجائية وأوّل حروف الآية، هو حرف الألف، وتكرّر في هذه الآية 22 مرّة!

22 هو رقم الآية نفسها!

من بداية سورة البقرة حتى آخر أحرف كلمة (مَاءً) في هذه الآية تكرّرت أحرف لفظ (الماء) 456 مرّة، وتكرّرت أحرف لفظ (قرآن) 342 مرّة!

العدد 456 يساوي 114 × 4

والعدد 342 يساوي 114 × 3

والفرق بين العددين 114، وهذا هو عدد سور القرآن!



تأمّلوا الأعجب..

تأمّلوا هذه الآية من سورة يونس..

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) يونس

هذه الآية عدد حروفها 83 حرفًا..

هذه الآية نفسها ترتيبها من بداية المصحف رقم 1451

فما هي العلاقة بين العددين 83 و1451؟

83 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 23

1451 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 230، ويساوي 23 × 10

10 هو ترتيب سورة يونس نفسها حيث وردت هذه الآية!

والآن تأمّلوا تكرار أحرف لفظ (ماء) في هذه الآية نفسها..

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 8 مرّات.

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 15 مرّة.

الهمزة لم ترد مطلقًا في هذه الآية!

هذه هي أحرف لفظ (ماء) تكرّرت في الآية 23 مرّة!

23 هو عدد أنواع المياه التي ورد ذكرها في القرآن الكريم!

أرأيتم مثل هذا الترابط الرقمي العجيب!

حقًا لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا!



تأمّلوا الآية من جديد..

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) يونس

وتأمّلوا هذه الآية أيضًا من سورة الأنبياء..

وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) الأنبياء

تأمّلوا الآيتين جيِّدًا..

الآية الأولى رقمها 87 والآية الثانية رقمها 87 أيضًا..

الآية الأولى عدد حروفها 83 حرفًا والآية الثانية عدد حروفها 83 حرفًا أيضًا..

العدد 83 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 23

أحرف لفظ (ماء) تكرّرت في الآية الأولى 23 مرّة!

أحرف لفظ (ماء) تكرّرت في الآية الثانية 23 مرّة أيضًا!

الآية الثانية عدد كلماتها 23 كلمة!

وأوّل آية يرد فيها لفظ الماء في القرآن عدد كلماتها 23 كلمة!

أرأيتم أبدع من هذا الترابط الحكيم بين الأرقام في مختلف مواضع القرآن؟

بل أرأيتم هذا التشابه الكبير بين الماء والقرآن؟!

ما بين تفاعل المادَّة وتكامل الروح تبدّدت محاولات العلماء في صناعة قطرة ماء واحدة -برغم علمهم التامِّ بحقيقة أنَّ التفاعل الكيميائي يعني تأثير عنصر في آخر- بسبب جهلهم للسرِّ الربَّاني الكامن وراء الرابط الكيميائي بين ذرتي الأوكسجين والهيدروجين. وهذا إعجاز مدهش في القدرة! أمَّا الإعجاز الأكثر إثارة للدهشة، فيتمثَّل في حقيقة أنَّ للتفاعل بين الحروف والأرقام في القرآن الكريم سرًّا آخر لا يقلُّ غموضاً وتحديًّا عن سرِّ قطرة الماء، تفاعل بعيد عن تفاعل المادَّة قريب من تكامل الروح، ومن ثمَّ استعصى على الفهم والقياس.. فرغم التطور الكبير في علوم اللّغة، إلا أن هؤلاء العلماء يعجزون عن إدراك حقيقة التفاعل بين الحروف والأرقام في القرآن الكريم! فالماء والقرآن إكسيرا الحياة.

--------------------------------------------------------

نسئلكم الدعاء دعوه لاخيكم بظهر الغيب

lol!  lol!  lol!  lol!  lol!
flower  flower  flower  flower  flower
bounce  bounce  bounce  bounce  bounce


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ghaiad.yoo7.com
 
الماء سر الحياة water for life
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طالب ثانوى مصرى يصمم سيارة تطير وتغوص فى الماء وامريكا تستعد لتصنيعها
»  تثبيت و تفعيل افتر افكت مدى الحياة ( After Effect CS6(64bit/32bit

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
غياض دوت فور يو ليك منتدى المهندس احمد ابوغياض :: المنتديات الطبيه :: المنتدى الطبى العام-
انتقل الى: